تفسير قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم ...)
مدة الملف
حجم الملف :
1526 KB
عدد الزيارات 24748

السؤال:

حفظكم الله. هذا سوداني ومقيم بعرعر ع. ع. يقول: أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآية من سورة المائدة في قوله تعالى: ﴿حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب﴾؟

الجواب:


الشيخ: يقول الله عز وجل: ﴿حرمت عليكم الميتة﴾، والمحرم الله عز وجل، وليس التحريم عائداً إلينا ولا التحليل عائداً إلينا، ولا الحكم بالكفر عائداً إلينا ولا الحكم بالإيمان عائداً إلينا، كل ذلك إلى الله عز وجل وحده، يقول: ﴿حرمت عليكم الميتة﴾، وإنما بني الفعل لما لم يسمى فاعل؛ لأنه معلوم كما في قوله تعالى: ﴿وخلق الإنسان ضعيفاً﴾، ومن المعلوم أن الخالق هو الله عز وجل، وهنا حرمت عليكم الميتة ومن المعلوم أن المحرم هو الله عز وجل، والميتة كل ما لم يذكى ذكاةً شرعية بأن مات حبس أنفه، أو ذبح على غير الطريقة الإسلامية فهو ميتة، ويستثنى من ذلك الجراد فميتته حلال، وكذلك السمك على جميع أنواعه فإنه حلال، قال الله تعالى: ﴿أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه: «أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالجراد والحوت وأما الدمان فالكبد والطحال»، وقوله الدم يريد بذلك الدم المسفوح كما قيدته الآية الثانية: ﴿قل لا أجد فيما أوحي إلي محرمٌ على طاعمٍ يطعمه إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه ....﴾، وأما الدم الذي يبقى في العرق بعد التذكية فإنه حلال، حلالٌ طاهر حتى لو ظهرت حمرته في الإناء فإنه حلالٌ طاهر؛ لأنه ليس الدم المسفوح، ولحم الخنزير وهو حيوانٌ معروفٌ خبيث معروفٌ بأكل العذرة أي أكل الغائط، وفيه أيضاً دودة شريطية مؤثرة. الرابع: ما أهل لغير الله به أي ما سمي عليه غير اسم الله بأن نقول: باسم المسيح، باسم موسى، باسم محمد، باسم جبريل وما أشبه ذلك هذا أيضاً محرم لا يحل أكله. والمنخنقة: التي انخنقت إما بشد الحبل على رقبتها حتى ماتت، أو بإغلاق الحجرة عليها و تسليط الدخان أو ما شابهه عليها. الموقوذة: هي المضروبة بعصا ونحوه حتى تموت. المتردية: هي التي تتردى من جبل من فوق او من جدار أو ما أشبه ذلك فتموت. والنطيحة: هي التي ناطحت أخرى من البهائم فماتت. وما أكل السبع، أي ما أكله الذئب أو نحوه. إلا ما ذكيتم قوله: ﴿إلا ما ذكيتم﴾، مستثنى من قوله:﴿ المنخنقة الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع﴾، فهذه لا شئ إذا أدركتها حية وذكيتها فهي حلال، وما ذبح على النصب، أي ما ذبح على الأصنام، أي ذبح لصنم ولو ذكر اسم الله عليه فإنه حرام هذا معنى الآية الكريمة. نعم.