تعمل بأسباب قيام الليل إلا أنها لا تقوم فهل هذا بسبب ذنوبها ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1327 KB
عدد الزيارات 4912

السؤال:

السائلة حفظكم الله تقول: كثيراً ما أنوي أن أقوم الليل وأستعد لذلك وأقرأ الأوراد قبل أن أنام، وأحضرت منبها لكي أستيقظن لكن إذا جاء منتصف الليل ودق المنبه فإني سرعان ما أقوم بإطفائه بنية الاستيقاظ ولكن مع ذلك لا أستيقظ، وهذا يحصل كثيراً لين وأدعو الله دائماً أن يجعلني من المجتهدين في العبادة لكنني لم أصل إلى هذه المنزلة، هل هذا بسبب ذنوبي، أرجو أن توجهوني إلى الطريق المستقيم مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: لا شك أن الإنسان إذا حرم الخير فإن لذلك أسباباً، لأنه ثبت بالحديث الصحيح أن الله تعالى قال: «من تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة». فالعوائق عن فعل الطاعة كثيرة، ولعل من أسبابها المعاصي، أما المسألة الخاصة التي سألت عنها وهي أنها تجعل المنبه على وقت معين للإيقاظ ثم تستيقظ به وتطفئه وتبقى في نومها، فسبب ذلك أنه ليس عندها العزيمة الصادقة في الاستيقاظ عند دق الساعة، لأنه لو كان عندها العزيمة الصادقة لقامت، فالإنسان لو كان له موعد مع شخص في وقت معين وضبط الساعة في هذا الوقت ودقت فسيقوم سريعاً، يعني عنده عزيمة، ومن أسهل أسباب في هذه القضية المعينة أنها ربما كانت تتأخر في النوم، والتأخر في النوم يوجب أن يأتي وقت الاستيقاظ وهو مستغرق في نومه فلا يقوم، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الحديث بعد صلاة العشاء يعني الحديث إلى الناس والانشغال بهم إلا لسبب شرعي، كالتحدث مع الأهل ومع الضيف، وأكثر الناس اليوم يسهرون أول الليل ولا تكاد تجد أحداً ينام قبل منتصف الليل إلا القليل، وهذا هو السبب الذي أو هذا من الأسباب التي تمنعهم من قيام الليل، ولو أنهم ناموا مبكرين كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكانوا أصح أجساماً، وكان استيقاظهم أسهل، فأقول لهذه السائلة: ليكن عندك العزيمة الصادقة على القيام وقت المنبه، وأقول لها أيضاً نامي مبكرة فإن النوم مبكرا من أسباب سهولة القيام في آخر الليل. نعم.