ما يروى : من بطلان الصلاة إذا لم يشعر المصلي بالمتعة
مدة الملف
حجم الملف :
1786 KB
عدد الزيارات 2374

السؤال:

أيمن عبد المنعم من مصر استعرضنا سؤالاً له، باقٍ له هذا السؤال يا شيخ حفظكم الله، يقول: سمعت حديثاً ينص على أن الصلاة لا بد وأن يقابلها متعة من الفرد وسعادة، فإن لم يكن كذلك فإن أبواب السماء تغلق لتلك الصلاة، هل هذا صحيح؟

الجواب:

الشيخ : الحمد لله رب العالمين. وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. هذا الحديث ليس بصحيح، لكنه لا شك أن الإنسان الذي تكون صلاته متعة له وقرة عين له فإن له حظاً كبيراً مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة». فإذا دخل الإنسان في صلاته واعتقد أنه يناجي ربه، وأن حياته في الحقيقة هي ما أمضاه في طاعة الله، وأن هذا هو عمره الحقيقي، فإنه لا شك أن الصلاة ستكون قرة عينه وراحة نفسه، وأنه سيألفها، وإذا سلّم منها انتظرها مرة أخرى، وأنه يجد بعد ذلك نوراً وسعادةً وانتهاءاً عن المنكر والفحشاء، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾. أما من فرط فيها وأضاعها وثقلت عليه، وكان من حين ابتدائه بها إلى أن ينتهي وقلبه يفكر ويدور يميناً وشمالاً فإن الصلاة ستكون شاقة عليه، وسوف يخرج منها كخروج الهارب من السبع، ولا يرى أنه اغتنم هذا الوقت الذي كان يصلي فيه، وأنه هو عمره الحقيقي، ولهذا أقول: إنه ينبغي للإنسان إذا قام إلى الصلاة أن يستشعر عظمة من قام بين يديه، وأن يؤمن إيماناً كاملاً بأنه تبارك وتعالى يعلم ما توسوس به نفسه، وأن يحرص غاية الحرص أن يجمع قلبه على ما يقول ويفعل في صلاته، وألا يذهب يجول يميناً وشمالاً، وإذا حدث ذلك فهنا الدواء الناجع الذي وصفه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لرجل من أصحابه، شكا إليه أنه إذا دخل في الصلاة وسوس بأن يفكر يميناً وشمالاً، فأمره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا وجد ذلك أن «يتفل عن يساره ثلاثاً  ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم». قال الرجل:  ففعلت ذلك فأذهب الله عني ما أجد.  نسأل الله أن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته؟