هل الأفضل للرجل أن يعدد أم يكتفي بواحدة ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1262 KB
عدد الزيارات 3426

السؤال:

بارك الله فيكم هذا الأخ المستمع محمد العلي يقول: فضيلة الشيخ؛ أسأل عن التعدد في الإسلام فضيلة الشيخ، وهل الأفضل للرجل أن يعدد، أم يكتفي بزوجة واحدة، نرجو بهذا تفصيل مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: تعدد الزوجات في الإسلام أفضل من الاقتصار على واحدة؛ وذلك لما يحصل فيه من مصالح النكاح؛ فبدلاً من أن تكون هذه المصالح محصورة في واحدة، تكون مبثوثة في ثلاث معها، وفيه أيضاً -أي في التعدد- كثرة الأولاد، وقد حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على تزوج الودود الولود، وأخبر أنه مكاثر بنا الأنبياء يوم القيامة، فكلما كثرت الأمة كان فيها تحقيق مباهات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنبياء في يوم القيامة، فذلك أيضاً عز ونصر وهيبة في قلوب الأعداء؛ ولهذا ذكَّر شعيباً قومه بذلك فقال: ﴿واذكروا وإذا كنتم قليلاً فكثركم﴾. ومنَّ الله فيه على بني إسرائيل فقال جل وعلا: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾، وما يتوهم بعض الناس اليوم من أن كثرة الأولاد تسبب الحرج، وما يظنه كثير من الناس من أن كثرة الأولاد اليوم تسبب الحرج وضيق العيش، وكل هذا من وحي الشيطان، وفيه سوء ظن بالرب عز وجل؛ وعلى هذا فالتعدد أعني تعدد الزوجات أفضل من الاقتصار على واحدة؛ لكن بشرط بل شروط ثلاثة: الأول: أن يكون عند الإنسان قدرة مالية، والثاني: أن يكون عنده قدرة بدنيـة، والثالث: أن يكون عنده قدرة في العدل بينهما؛ بين الزوجتين فأكثر؛ لقول الله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾. وثم ليحذر الزوج من الجور على إحدى زوجاته، فإن من الناس من يجور بين الزوجات، فإذا تزوج جديدة على قديمة أساء إلى القديمة وهجرها، ولم تكن عنده شيئاً، أو قد يكون الأمر بالعكس، إذا تزوج جديدة لم يرغب فيها، وعاد إلى زوجته الأولى، وصار يفضلها على الجديدة، وكل هذا من كبائر الذنوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ««من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل». نسأل الله العافية.