والده متساهل بألفاظ الطلاق ومقصر في الصلاة..فماذا لو أرسل لوالدته مصروفا ولم يرسل لوالده ؟
مدة الملف
حجم الملف :
992 KB
عدد الزيارات 1021

السؤال:

سوداني يعمل بالخليج يقول: والدي كثيراً ما يتلفظ بألفاظ الطلاق على والدتي، ومتساهل في أداء الصلوات، أما والدتي عكسه؛ امرأة مصلية وعابدة، وهذا من فضل الله عليها، وكثيراً ما نصحت والدي بعدم التساهل بهذه الألفاظ؛ أي ألفاظ الطلاق فلم يبال، وأنا الآن على وشك العمل، وأريد أن أرسل إلى والدتي مصروفاً دون أبي مع أن حالته ضعيفة جداً جداً، هل يجوز لي هذا؟

الجواب:


الشيخ: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ من أحق الناس بصحبتي بحسن صحبتي أو صحابتي؟ قال: أمك. قيل: ثم من؟ قال: أمك. قيل: ثم من؟ قال: أمك. قيل: ثم من؟ قال: ثم أبوك في الثالثة أو الرابعة، وعلى هذا فإذا كانت الأم محتاجة، وكان الأب محتاجاً، فالمقدم حاجة الأم، فإذا كنت قد أرسلت إلى أبيك شيئاً استأثر به، ولم يصل إلى أمك منه شيء، فأرسل إلى أمك، ولا حرج، وإذا كان لديك سعة في المال، فأرسل إليهما جميعاً، فإن ذلك من البر، ولكن خيراً من ذلك أن ترسل إلى أبيك هدية النصيحة وتخويفه من الله عز وجل، وأمره بتقوى الله سبحانه وتعالى؛ لأن ذلك خير ما تهديه إلى أبيك، وأبوك في الحقيقة على خطر في تهاونه بالصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي عمود الدين، وإذا أخل بها الإنسان، فقد أخل بعمود الدين، وإذا أخل بها الإنسان، لم يكن لديه ناهٍ عن الفحشاء والمنكر، ثم إن تساهله بألفاظ الطلاق من المشاكل الكبرى؛ لأنه إذا طلق بعقيدة؛ أي بنية، فإن امرأته تطلق إذا لم يوجد مانع من الطلاق، إذا لم يوجد مانع من وقوع الطلاق، وإذا طلقت مرتين فإنها في الثالثة لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فعليك أن تؤكد النصيحة عليه في هذه المسألة حتى لا يطأ فرجاً حراماً عليه وهو لا يدري، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.