عدد ركعات صلاة التهجد
عدد الزيارات 16851

السؤال:

بارك الله فيكم المستمعة من العراق تقول: في سورة الإسراء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً﴾. تقول: كم ركعة تهجد وكم ركعة نفل؟

الجواب:

 


الشيخ: التهجد هو قيام الليل، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزيد في قيام الليل على إحدى عشرة لا في رمضان ولا في غيره، ربما صلى ثلاث عشرة ركعة، هذا هو العدد الذي ينبغي للإنسان أن يقتصر عليه، ولكن مع تطويل القراءة في الركوع والسجود، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في صلاة الليل، كما جاء ذلك في حديث حذيفة وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، فقد روى حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ بسورة البقرة، ثم بسورة النساء، ثم بسورة آل عمران، وكذلك صلى مع ابن مسعود رضي الله عنه ذات ليلة، فقام طويلاً حتى قال عبد الله بن مسعود: لقد هممت بأمر سوء. قالوا: بم هممت يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هممت أن أجلس وادعه. فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يطيل في صلاة الليل، وهذا هو الأفضل، وهو السنة فإن كان يشق عليه؛ أي على الإنسان أن يطيل، فليصل ما استطاع، وأما النفل فإن التهجد من النفل؛ لأن النفل في الأصل هو الزيادة، وكله تطوع في العبادة؛ من صلاة، أو صيام، أو من صدقة، أو حج فهو نافلة؛ لأنه زائد عما أوجب الله على العبد، وليعلم أن التطوع تكمل به الفرائض يوم القيامة، فالتطوع في الصلاة تكمل به فريضة الصلاة، والتطوع في الصدقة تكمل به الزكاة، والتطوع في الصيام تكمل به صيام رمضان، والتطوع في الحج تكمل به الحج؛ لأن الإنسان لا يعدو من نقص في أداء ما أوجب الله عليه من العبادات، فشرع الله تعالى له هذه النوافل رحمة به وإحساناً إليه والله ذو الفضل العظيم.